سرور عقلان، متدربة في قسم التواصل والإعلام الرقمي
6 حزيرانth, 2023
المكتب القطري في العاصمة صنعاء، اليمن
شهدت مدرسة المستقبل الكائنة في قرية الشعاب مبريق، مديرية المنيرة، محافظة الحديدة، اليمن تهرب طلابها منها وتغيبهم عن الدروس، فهم يفضلون الجلوس في البيوت والشوارع، أو زيارتها للعب في باحاتها. 
تعتبر المدرسة غير مؤهلة، فهي تفتقر لأبسط مقوّمات التعليم كالفصول الدراسية، إذ لا يوجد بها سوى فصل واحد من القش، ولكنه لا يقيهم شيء من حرارة الشمس، ومن ناحية أخرى، لا يوجد بها معلمين، حيث يتوفر معلمًا واحدًا شامخًا يحاول جاهدًا لتوزيع وقته أثناء ساعات الدوام لتعليم 180 طالب وطالبة.
في وسط تطوًر هذا العالم والتعليم خاصة، إلى أنً بعض المناطق في اليمن مبتعدة كل البعد عن هذه التكنولوجيا، في مدرسة المستقبل التي تحتوي على أربع مراحل دراسية من الصف الاول حتى الصف الرابع، لا يوجد لوح سبورة، حيث جلب المعلم من منزله لوح خشبي للكتابة عليه، في الوقت الذي أصبح التعليم في بعض الدول عن طريق اللوح الإلكتروني “آيباد” وعن بُعد.
بعد دراسة للمنطقة من قبل منظمة رؤيا أمل الدولية وشركائها، لوحظ غياب عدد كبير من الطلاب بسبب المعاناة، وضمنمشروع تحسين سبل العيش وتعزيز الصمود لدى المجتمعات الضعيفة) 
الذي تنفذه “رؤيا أمل” بالشراكة مع مؤسستين محليتين غير ربحيتين وبدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، يهدف المشروع إلى تحسين التعليم في المناطق النائية في 8 محافظات، في 8 مديريات لـ 456,000 مستفيد.
بدأت أولى خطوات إعادة تأهيل المدرسة لجذب الطلاب وعودتهم إلى المدارس حيث عمل الشريك المحلي مؤسسة التضامن الاجتماعية للتنمية على إنشاء ثلاثة فصول دراسية مع المرافق مثل إدارة المدرسة وغرفة مخزن وخزان مياه وثلاثة حمامات بالإضافة إلى منظومة طاقة شمسية متكاملة.
الآن أصبح المكان جاهز وفتحت مدرسة المستقبل أبوابها بكل حماس لاحتضان أبناءها بحلّة جديدة، وعاد الطلاب إليها لتلقي تعليمهم في بيئة مناسبة وجو تعليمي مهيّأ لجذب الطلاب ويشجع الآباء على دفع أبنائهم إلى العملية التعليمية، في يوم الافتتاح توافد الكثير من الطلاب وآبائهم الى المدرسة معبرين عن فرحتهم بتحقيق حلم بسيط لأبنائهم وهو أن ينعموا بالتعليم في مكان مؤهل. وأكد مدير المدرسة الأستاذ محمد عون قائلاً:
” انا متأكد من أن الكثير ممن هربوا سيرغبون في العودة من جديد وسينضم إليهم طلاب جدد".
