من رحم المعاناة يولد الأمل

30 شباط /مارس 2021
نور العوّاد، متدربة في قسم الاتصال في المكتب الإقليمي في الأردن

في مدينة حرض، على بعد حوالي 422 كيلو مترًا من العاصمة صنعاء، اليمن، ضحية الحرب المتفائل -هكذا سمى الثلاثيني أمين السلمي نفسه عندما روى لنا قصته مع الحرب وما بع الحرب- يقطن أمين وعائلته المكونة من تسعة أشخاص؛ أمه وأخته، بالإضافة إلى زوجته وأطفاله الستة. أصيب أمين في مطلع عام 2015 بشظية صاروخ وهو عائد من عمله في مديرية حرض، حيث كان يعمل بمجال صيانة السيارات، ولأن الحروب لا ترحم الأبرياء، كانت هذه الإصابة سببًا في إعاقته الحركية المستدامة، لم يعد أمين قادرًا على المشي، ولم يتمكن بعد ذلك من الذهاب لمصدر رزقه ليعيل عائلته التي تعتمد كليًا عليه لتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم اليومية.

خلّف الحادث علامة واضحة وأثرًا بالغًا في نفس أمين، حيث هُدم منزله ودُمّرت قريته التي كان قد عاش فيها نتيجة للحرب ولم يتلق أي اهتمام أو دعم أو مساعدة بعد أن أصبح عاجزًا، إلا أن حب الحياة كان سيد الموقف،حيث تحدّى أمين الصعاب ونزح إلى عدة مناطق كمعاق ومشرد من بيته بسبب الحرب، إلى أن استقر به المطاف في مركز المحافظة لمدينة حجة. يقول:“فقدت كل شيء جميل في حياتي وأصبحت عاجزًا… لكنني لم أفقد الأمل والعزيمة والتحدّي، لأتمكّن من تعبيد الطريق أمام مستقبل أطفالي الستة.”

وجد أمين ضالّته في حجّة، عنما قام بالتسجيل في جمعية قنوات الأمل التي كان لها الدور الأهم والأبرز في إحياء الأمل، حيث حصل على انطلاقة جديدة نحو المستقبل في مطلع العام الماضي 2020 عبر مشاركته في دورة تعلم الخياطة بغرض كسب المهنة والحرفة اليدوية، والذي نفذته جمعية قنوات الأمل بالشراكة مع منظمة رؤيا أمل الدولية.

أثناء الدورة اكتسب أمين والمشاركين تجارب ومهارات فريدة من نوعها ومهن تناسب ميولهم، كالخياطة وصناعة البخور والعطور والتدابير المنزلي، لتأهيلهم عبر إنشاءهم لمشاريع خاصة بهم لإدراجهم في سوق العمل المحلي.

ويحلم أمين أن يمتلك محل خياطة خاص به لإكمال رحلة نجاحه وليكون قادرًا على توفير لقمة العيش الكريمة والشريفة له ولأسرته والقيام بواجباته كأب. نجد أن أمين مثالاً يحتذى به للإصرار وتحدي الصعاب، حيث لم يستسلم للألم والتشرّد وظل يبحث عن بصيص الأمل حتى وجده. في رؤيا أمل وبالتعاون وشركاؤنا المحليين نسعى لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة مثل أمين وتشجيعهم والأخذ بيدهم نحو المستقبل للتغلب على الحواجز في حياتهم، ليس فقط لتلبية احتياجاتهم الأساسية بل العمل على حفظ حقوقهم ومعاملتهم مثل بقية شرائح المجتمع وإدماجهم في شتى المجالات الاجتماعية والسياسة والاقتصادية وتهيئة الظروف المناسبة لهم للبدء مرة أخرى مع مراعاة حفظ كرامتهم.

 

لتبقى على إطلاع دائم بنشاطاتنا والبرامج التي ننفذها، اشترك في النشرة الإخباريّة أو تواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: newsletter@vision-hope.org

هل أحببت هذا المقال؟

شاركها على فيس بوك
شاركها على إكس
شاركها على لينكد إن
شاركها على بينترست
شاركها على وتس آب
شاركها عبر البريد الإلكتروني
Scroll to Top