المياه والقدرة على الصمود والخلاص: الكشف عن قصة وداد 

نور حمّاد، المكتب الإقليمي في عمّان، الأردن
17 ديسمبر 2023

"ما يقتل أشد من الحر الجهنمي في وادينا هو انقراض المياه"، تأوهت وداد على حمارها.

أعربت الطفلة المرهقة البالغة من العمر تسع سنوات عن حزنها للحمار الذي كان يقوم بدوريات بلا كلل من جانب إلى آخر بحثًا عن الطابور الذي لا نهاية له من الأشخاص الذين يتوقون إلى الحصول على مياه صالحة للشرب. منذ سن مبكرة، واجهت وداد التحديات التي فرضتها البنية التحتية المتدنية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وضعف نظام الرعاية الصحية، وبعد المسافة من مركز المنطقة داخل مجتمعها.

وكانت خطوط الأنابيب المتداعية والمتآكلة في منطقتها تنقل المياه من خزان مصاب بالأمراض والذي يتدهور سنويًا. وكانت النتيجة انتشار الأمراض داخل عائلتها بسبب المياه الملوثة. أجبرتها هذه النكسة في طفولتها على هجر أصدقائها من البشر، والانقطاع عن التعليم، والتضحية بسلامتها من أجل تأمين مياه الشرب لعائلتها من المرض. وهكذا، أمضت الليالي والأيام الطويلة في إرشاد صديقتها الوحيدة غير البشرية، وهي حمار، إلى مصدر المياه البعيد، لتعود بكمية قليلة فقط من الماء للحفاظ على صحة أسرتها. 

ومع ذلك، فإن وميض المبادرات الإنسانية انطلق داخل مؤسسة البناء للتنمية (BFD) تحت رعاية منظمة رؤيا أمل الدولية في اليمن. قررت مؤسسة بناء للتنمية إنهاء حياة وداد البائسة من خلال إطلاق مشروع إعادة تأهيل وبناء المياه في مديرية حجير بحضرموت، وذلك في إطار مشروع إعادة تأهيل وبناء المياه في مديرية حجير بحضرموت. مشروع تحسين سبل العيش وتعزيز القدرة على الصمود للسكان الضعفاء (LDCP) بتمويل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).

ويهدف هذا التدخل إلى توفير الوصول السهل والآمن إلى المياه النظيفة الصالحة للشرب، مما يسمح لوداد بلم شملها مع أصدقائها، واستئناف تعليمها، واستعادة الشعور بالحماية داخل أسرتها. وتم استبدال خطوط الأنابيب المتآكلة بأخرى عالية الجودة لضمان نقل المياه بكفاءة، كما خضع الخزان الملوث لعملية إعادة تأهيل شاملة لتوصيل المياه الخالية من المرض إلى المنازل بسرعة. 

واليوم، تلاشى الروتين القاتل، كما تلاشى الجو المريض في قريتها. لدى وداد الآن الفرصة للانضمام إلى أصدقائها البشر في المدرسة، وقضاء وقت ممتع مع عائلتها، واستعادة طفولتها المفقودة. عانقت حمارها بفرح وصرخت.

على عكس أيامنا البائسة، أستطيع أن أقوم بدوريات ذهابًا وإيابًا مع أصدقائي إلى مدرستنا، حيث انضم إلى طابور الطلاب المتحمسين. أتمنى ألا أعود أبدًا إلى دورياتنا والليالي القاتلة.

هل أحببت هذا المقال؟

شاركها على فيس بوك
شاركها على إكس
شاركها على لينكد إن
شاركها على بينترست
شاركها على وتس آب
شاركها عبر البريد الإلكتروني

اشترك في نشرتنا الإخباريّة

تابعنا على