روزانا بسام أبو النور، متدربة في المكتب الإقليمي في العاصمة الأردنيّة عمّان، 10 آذار 2022
يسرى امرأة أرملة، تعيش مع أخيها وزوجته وأمه وأولاده العشرة، في منزل متواضع بقرية الذراع في محافظة حجة، اليمن، لم يكن الفقر الذي يخيم على هذه الأسرة قادرًا على منحها إمكانية التجاوز والمضي قٍدمًا في هذه الحياة؛ لشعورها المستبد بالوحدة بعد وفاة بعلها، خصوصًا وقد تجاوزت الخامسة والثلاثين عامًا، ولم تتمكن من الإنجاب، وهذا جعل فصلاً كاملاً من حياتها ينتهي بأن تصبح وحيدة دون سند من زوج أو ولد.
في الوقت الذي انحصرت فيه يسرى بين أربعة جدران، لطالما راودها شعور دائم بأنها عبئًا إضافيًا على أخيها وأسرته الكبيرة، فهو مجرد عامل بالأجر اليومي، وفضلاً عن أجره الزهيد الذي لا يكاد يغطي نفقات الغذاء الضروري للعائلة، فهو أيضًا لا يجد العمل بشكل مستمر.
في مطلع عام 2021 بدأت رؤيا أمل الدولية بالتعاون مع مؤسسة التضامن الاجتماعية الخيرية 
في محافظة حجة بتنفيذ مشروع الأمن الغذائي والزراعة بما يتناسب مع قاطنيها. وكان من إحدى نشاطاتها، تزويد الأسر الضعيفة والأشد فقراً بأغنام وأعلاف مركّزة لرفدهم بمصادر للدخل، ومع ذلك قام المرشدين الزراعيين التابعين للمشروع بالتوعية والإرشاد الزراعي بقسميه النباتي والحيواني لجميع المستهدفين من المدخلات الزراعية.
سمعت يسرى عن المشروع ولم تتردد بالتقديم له باعتبارها الفرصة الذهبية لتدعم نفسها وأخيها. استلمت الريفيّة غنمة واحدة والتي سرعان ما حملت وأنجبت توأمين من الماعز، كبر التوأمين وغطى الحليب الذي تدره الغنمة احتياجات صغار الأطفال من الحليب، الأمر الذي منحها الشعور بالأمومة تجاه صغار أسرة أخيها.
لم تنتهِ القصة هنا، بل مع مرور الوقت كبر التوأمين وزاد إنتاج الغنمة من الحليب وبالتالي تضاعف المردود المادي بازدياد أعداد الغنم والتجارة به وبيع الصوف، فتغير وجه الحياة وصارت يسرى مغمورة بمشاعر الحب والاهتمام من قبل الأسرة بشكل أكثر، وتبددت مشاعر الإحساس بالفراغ الذي عانت منه طويلا، فاستحال إلى نشاط وعمل دؤوب في رعاية أغنامها وتربيتها، أخبرت يسرى أخيها:
“يوما ما سأمتلك قطيعا من الغنم".
يسرى علي الطلحي
قرية الذراع في محافظة حجة، اليمن
مشروع الأمن الغذائي والزراعة
تبرع الآن لمساعدة عائلة لتجاوز محنتها من خلال تحقيق الأمن الغذائي المستدام!