فاطمة البيض، المكتب القطري في صنعاء، اليمن
11 يوليو 2024
في عالم تتناثر فيه التحديات كأوراق الشجر في الخريف، تشرق قصص الإصرار والشجاعة كنجوم ساطعة في سماء مظلمة. ومن بين تلك القصص، قصة محمد يوسف، الطفل الصغير الذي تحدى الظروف الصعبة وتجاوزها بفضل الدعم والتوجيه الذي حصل عليه.
كانت حياة محمد وعائلته مليئة بالتحديات، حيث كانت رحلة الوصول إلى الغذاء الكافي شاقة ووعرة، مما جعل توفير الرعاية الصحية الضرورية أمرًا صعبًا للغاية. بسبب الظروف المادية الصعبة وقلة الدخل، بدأ محمد يُظهر علامات التعب والضعف على جسمه الهزيل. تقول والدته: "ابني لم يعد يأكل ويتهرب عندما نقرب العيش ونأكله غصبًا عنه ودائماً يرفض الأكل الذي أقدمه له."
في هذا السياق، تدخلت منظمة "رؤيا أمل الدولية" لتنير دروب محمد وعائلته بأمل جديد، من خلال مشروع تغذية الطفل والأم الحامل والمرضع، الذي يهدف إلى مكافحة سوء التغذية وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال المحتاجين. يأتي هذا المشروع كجزء من جهود المنظمة لتحسين الظروف المعيشية للمجتمعات الضعيفة وتوفير فرص أفضل للصحة والتوعية.
وبوجود فريق عمل متفاني، بدأ قسم التغذية في وضع خطة علاج شاملة لمحمد، تمثلت في تقديم مغلفات تغذية متخصصة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لتعزيز صحته وتعزيز نموه. ومع جدولة زياراته كل 15 يومًا لمتابعة حالته عن كثب، لم يترك مسؤول التغذية أي جهد إلا بذله لدعم محمد ورعايته بشكل مستمر.
ولم تقتصر الجهود على محمد فقط، بل شملت توعية وتثقيف والدة محمد وأفراد أسرته بأهمية الحفاظ على صحة الأطفال، وتوعية الأمهات والأسر بأهمية النظافة الشخصية والنظافة المحيطة والتغذية السليمة للأطفال. وبعد رحلة علاجية مليئة بالإصرار والأمل، تغيرت حياة محمد بشكل جذري.
وتقول والدته بكل امتنان: "والله لقد كنت قلقانة على ابني وخائفة يموت أو يحصل له شيء لكن أحمد الله وأشكره. أذكر الآن أهمية التغذية والوعي وأشعر بالأمل والإيجابية تجاه المستقبل وبقدرتي على الاعتناء بأطفالي." تحققت قصة نجاح محمد يوسف بفضل الجهود المشتركة للفريق ومسؤولي التغذية بالمرفق، والتوعية الصحية للأسرة، والدعم المجتمعي. أصبحت قصته مصدر إلهام للعديد من الأسر الأخرى، حيث يتم تشجيعهم على الاهتمام بصحة أطفالهم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.