عمّان. الأردن
ديسيمبر/ كانون الأول 2023
“قبل تدريب صناعة الأسمدة العضوية، كنت منغمسه في الروتين اليومي والأعمال المنزليّة”.
أجابت إلهام عندما طلبنا منها التعريف عن نفسها: “أنا امرأة من هذا المجتمع تحب العمل والاعتناء بمنزلي، كل يوم أصبح أكثر انغماسًا في الأعمال المنزليّة والتنظيف، أجد نفسي ألمع الأواني وأزيل فتات الطعام عن الأرض، أسحب الأرائك للتنظيف بالمكنسة الكهربائية تحتها، إلى جانب هذا الروتين، لدي دائمًا أمل وأحاول للعثور على أي فرصة أثناء تصفحي لمنصات التواصل الاجتماعي؛ لتطوير مهاراتي والاستثمار في نفسي. حتى أنني أسعى دائما إلى إنشاء مشروع صغير لدعم عائلتي، خاصة بعد جائحة فيروس كورونا”.
في أحد الأيام، وجدت إلهام منشور إعلاني لتدريب صناعة الأسمدة العضويّة في “الفيس بوك” على صفحة جمعية غصون الرحمة الخيرية* في الكرك، الأردنوهو جزء من مشروع تحسين مستوى الدخل للعائلات الأكثر تضررًا في الأردن نتيجة لوباء كورونا. لقد اجتازت المقابلة بنجاح، وعندما عقدت أولى الدورات التدريبية لإنتاج السماد العضوي، لاحظت إلهام أن لديها شغفًا بالزراعة والنباتات الداخلية.
ومن خلال هذا التدريب، كانت تراقب مدربتها وأظهرت اهتمامها بكل تفاصيل، في التدريب، أتيحت لها الفرصة لإجراء التجارب الأولى، أي تجربة فحص التربة داخل حديقة منزلها.
إلهام أرادت إنتاج السماد العضوي في أقرب وقت ممكن، وانتجت أول سماد عضوي في 18 يومًا فقط. انتظرت إلهام التدريب يومًا بعد يوم، وعملت ضمن فريق وصفته بأنه رائع جدًا ومتعاون ونشيط ومحب للعمل الصعب قبل السهل، عملوا معًا يدًا بيد إلى أن حملوا شهادات التخرج وانهوا متطلبات التدريب بنجاح! قالت إلهام: «التدريب انتهى اليوم، لكن بالطبع، هذه ليست النهاية بالنسبة لي، هنا بدأت مسيرتنا الحقيقية.
عد الانتهاء من التدريب، لم تتوقف النساء عن صناعة السماد العضوي وبدأت إلهام في مساعدة النساء الأخريات وجيرانها على إنتاج السماد في الحي والمقر الرئيسي في مقر جمعية الصنوبر بالإضافة إلى تصنيعه في منزلها خلال هذه الوقت، تلقت مكالمة من مديرة المشروع لتخبرها أنه تم اختيارها لتكون مدربة للدورة الثانية من هذا المشروع، وكانت فخورة بنفسها و تحقق ما كانت تدعي ان يتحقق.
أصبحت إلهام الآن قادرة على إعالة أسرتها بعد أن كانت محدودة بمصادر الدخل نتيجة جائحة كورونا وتختم إلهام بقولها:
“كُنتُ متدربة وأصبحتُ مُدَرِّبَة، فأنا فخورة بنفسي وآمل أن أكون عند حسن الظن بي”